صحبتُ الشعر في سهر الليالي |
غريبا بين مكتئب وسالي |
ركبتُ خواطري وحملت همي |
وكنت مسافرا فيما بدالي |
رأيت النجم يرقبني كأني |
أسى طللٍ تهاوى للزوال |
يذكرني بأمجاد توارت |
لعمري إنه طبع الليالي |
فكم من بلدةٍ أمست أمانا |
وأصبح أهلها تحت الرمال |
وكم من أمة من بعد عزٍّ |
أُهينت واستبيحت بابتذال |
فيا قومية العرب استفيقي |
أما للمجد عندك من هلال |
ويا قادات أمتي لن تنالوا |
بسيف الشجب شيئا من منال |
ولن تسترجعوا- أقسمت - شبرا |
بوعد من جلاوزة الحثال |
فرصوا صفوفكم أو فاستقيلوا |
إلى نصر وإلا لانعزال |
لقد ملأت جماجمنا القبور |
ونكِّلنا بألوان النكال |
وقيِّدنا بقيد لا أراه |
سوى قيد التشرذم والجدال |
فما الدنيا سوى لمعان برق |
ونحن نضنها سكنا مثالي |
فمن ترك الحياة لمترفيها |
ولم تفته ربّات الجمال |
ووطّٓن نفسه وسطا قويما |
على نهج من السلف المثالي |
لعمري فاز في الدنيا وطوبى |
له يوم الشفاعة والسؤال |
فنحن نعيش في زمن عجيب |
يسيَّرُ وفق فلسفة الريال |
يُباع المبدعون كما يباع |
رغيف الخبز في زمن الخَبال |
ويحيا الظالمون حياة فحش |
وقد خُدعوا بإقبال الليالي |
وللأيام – لو علموا- مذاق |
مرير سوف يأتي بعد حال |
وهذا ديدن الدنيا فطوبى |
لطلّاب السماحة والفضال |
فمن نومي انتفضت وأفزعتني |
رؤى شر قد ارتسمت ببالي |
فقمت بلا هدى أرثي زماني |
وارثي النفس مما قد جرى لي |
أحثُّ خطاي مصحوبا بهمي |
فلم ألق سوى أثر الجِمال |
أفتش عن مكان يحتويني |
فما حنّٓت علي سوى الجبال |
فرحت لصخرها أرمي همومي |
إلى أن عاد صدري شبه خال ِ |
وما يخفى عليّ بأن صخرا |
أصما لن يجيب على سؤالي |
وأعلم أن من أشكو إليه |
صدى صوتي وزوبعة انفعالي |
وأدرك أنما الشكوى أشدّ |
على الأحرار من وقع النبال |
ولكن الحديث إلى جماد |
يعوض عن بني عمٍّ وخال |
ففي الصحراء أغنيتي وجرحي |
وألحاني وبعضا من ظلالي |
ومضغة خبز أمي كل صبح |
تعيد لي الحنين وطيب فالي |
وذاك الطائر الصدّاح فوقي |
أعاد سعادتي وأراح بالي |
أحدثه واسخر من حديثي |
ترى هل يفهم الطير انفعالي ؟! |
وقلت له بعهد الله امض |
إلى أرض الصبا وأرسم خيالي |
ولو شخطا برجلك يا نحيل |
ولا تخش عليه من الرمال |
فإن العشق أرسخ يا صديقي |
من الإعصار والمزن الثقال |
الموضوع الأساسي: طبع الليالي
المصدر: منتديات عروس